الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} في هذه الآية يوضح ربنا عز وجل الغرض الذي نزل القرآن لأجله، ألا وهو الموعظة البليغة باللغة التي عرفوها وألفوها {بلسان عربي مبين} هذه الموعظة اكتسبت أهميتها ومكانتها لأنها {من ربكم} من الله خالق هذه النفس ومدبر شئونها، وهو وحده العالم بما تخفي وما تعلن.
ثم بعد ذلك يبين ربنا تبارك وتعالى الحكمة الثانية التي نزل القرآن بها ألا وهي {وشفاء لما في الصدور} فالقرآن الكريم حقا شفاء حقيقي لما في الصدور، سواء كان هذا الذي في الصدور مرضا معنويا كالحقد والحسد والبغضاء وغيرها، أو كان هذا المرض حسيا ملموسا. وبهذا وردت الأحديث التي توضح أن القرآن شفاء حقيقي للأمراض ومن هذه الأحاديث: ما أخرجه الطبراني عن أبي الأحوص قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن أخي يشتكي بطنه. فوصف له الخمر فقال: سبحان الله...! ما جعل الله في رجس شفاء، إنما الشفاء في شيئين: القرآن والعسل، فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس.
وفي هذا دليل واضح على أن القرآن شفاء لما في الصدور؛ وهو كذلك مرشد ونعمة للمؤمنين قال تعالى {وهدى ورحمة للمؤمنين} والعلة في تخصيص المؤمنين بالذكر هنا لأنهم المنتفعون به دون ما سواهم.
فعلى الناس أن يتمسكوا بكتاب ربهم وأن يقتدوا به وأن يجعلوه نبراسا يضيء حياتهم.
المزيد |